Mar 22, 2011

الخروج من الجنة


ها أنا أخرج من الجنة
وأهجر البيت الكبير
فأنا لم أستحقها يوماً
وما كان البيت بيتي أصلاً
فهل كان لي أن أتوقع غير هذا المصير؟

ها أنا أهبط على الأرض
إلى البرد والعراء
بعيداً عن دفء السماء
آخذ مكاني بين الحيوانات المتوحشة
أشبع جميع رغباتي المتعطشة
أقطف وأصيد
أفترس من أريد
أتعرى كالوليد
أفعل ما أريد

ماذا ينفعني الخلود..
إن لم أشعر بالوجود؟
وما اعتدادي بالسجود..
إن شلّتني القيود؟

لن أنظر إلى الوراء
ولن أبحث عن حواء
فحتى الجنة خرجت من الجنة
عندما انعدمت لذة اللقاء بين الغريزة والإغراء
وتطايرت شرارات نقمة الإله من عيون حواء
وأصبح "الحب" معبوداً، سميعاً بصيراً
يمهل ولا يهمل، له جنة ونار، ويوم قضاء
وعندما أصبح التعرّي، كما خُلِقنا أصلاً، لعنة وجزاء

قد خرجت الجنة من الجنة..
عندما تحولت حواء إلى خواء
وآدميتي إلى وباء
والأسماء كلها إلى هراء

ها أنا أمشي إلى الفناء
فإلى اللا لقاء

No comments:

Post a Comment